مقالات

الشرق وملكة التفكير

سليمان يوسف 

في هذا الشرق، تتعطل ملكة التفكير العلمي عند الكثير منه.لذلك فقطاعات كبيرة من جحافل هذا المجتمع، لم تتعود على السؤال والمحاكمة العقلية لما يواجهها من عقبات حياتية وجودية في سيرورة تاريخها المعاش، لذلك نرى الكثير الكثير يلجأون إلى العرافين والمنجمين او رجال الدين كي يستفتوهم في تفاصيل حياتهم اليومية؟، وهذا يدل على أننا لانمتلك منهجا علميا ووعيا ثقافيا يقينا يمنعنامن الإنزلاق في الجهل ومفاعيله في تجهيل المجتمع، وجعله يتمسك بالخرافة والوهم الذي لايفيد، إلا تكريس الاستعباد وتثبيت مقولات التخلف على كل الأصعدة. لقد فشلت أسئلة النهضة لدينا في جعل شعوبنا تتقدم في الحقل العلمي والفكري التنويري، وتقيم مشروع حداثتها على منهج الشك العلمي، بل بالعكس نرى اليوم ظاهرة التخلف تزداد مع الأسف على أيدي مجموعات متطرفة لها مفاهيمها القروسطية التي تجاوزها التاريخ واختلف الواقع الإجتماعي عن واقع نشوئها الأول؟ وهي بعكس مسيرة التاريخ وعملية التقدم التاريخي المفترضة. إذن نحتاج اليوم إلى نهضة جديدة، تقدم أسئلتها الجديدة على ضوء الواقع الإجتماعي الجديد بكل حمولاته الفكرية والمعرفية والثقافية، فإذا كنا جادين في مشروع النهضة، فعلينا أن نخلق الدولة العلمانية الكاملة في الشكل والمضمون، ونعمل على تحرير المرأة في الشكل والمضمون أيضا، لا أن نضع لها الحجاب، كانها من مقتنيات الرجل الشرقي، ونحجب على عقلها بمفهوم القوامة الذي فسّره العقل الذكوري لمصلحته فقط؟.كذلك يجب علينا ان نجعل جامعاتنا ومعاهدنا تعلم التجربة والسؤال، وليس الإستكانة والتلقين، وكذلك الحفظ الببغائي، إن هذا لاينتج مجتمعا علميا يدخل الحداثة والديموقراطية من أبوابها الواسعة،بل يكرس منتوج القرون الوسطى و يثبته

. إن منسوب الوعي، ربما تغير إيجابيا مع تقدم العلوم وبناء الجامعات، لكن لم نصل بعد إلى الحد من منسوب الوعي المطلوب؛ في ظل تبعية مناهج الجامعات إلى تفكير ديني متخلف، تسيطر عليه مفاهيم، ماقبل الحداثة، وماقبل الإرتقاء الفلسفي، وعلم الأنتربولوجيا الحديث، وكذلك الإستفادة من علم الإجتماع، وعلم النفس واعتماد مفاهيمها المحدثة في مناهجنا، وإلا لماذا كل هذا التخلف والإعاقة الفكرية لكل ماهو علمي وتنويري؟! للبحث صلة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى